أهل الله فرسان العشق الإلهي
يقول الشيخ العظيم شمس التبريزي: “”إن السعي وراء الحبّ يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحبّ إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحبّ، حتى تبدأ تتغيّر من الداخل ومن الخارج”[1].
والحقيقة أنه لم يتكلم عن العشق في تاريخ الشعر على هذا الكوكب فيما أعتقد ويعتقد الكثيرون مثل تلميذه الذين غير حياته بعد لقاء بين فقيه قونية وعالمها، وقلندري درويش رث الثياب سأله عن حال أبي يزيد البسطامي.
ومن بديع ما قال مولانا: العشق هو ترك الاختيار.
العشق هو تلك الشعلة التي عندما اشتعلت أحرقت كل شيء ما عدا المعشوق ، وأنت بسبب شوكة واحدة تفر من العشق ، فماذا تعرف أنت عن العشق ما خلا الاسم
جالس العشق الذي هو جوهر روحك ، ابحث عن ذاك الذي يكون بجانبك إلى الأبد ، لا تقل “روحي” لمن هو حَزِن لروحك ، اعتبره مُحرما حتى وإن كان لك مثل الخبز.
وحدها الروح تعرف ماهية العشق. – وحتى لو مـدحت العشق بمائة ألفِ لغةٍ، لظلّ جمالُه أكثرَ من هذه التمتمات جميعاً.
وهذا الكلام وإن كان متأخرا عن زمان الطبقة الأولى من أهل التصوف، فإنه معبر عنها، لأن أهل التصوف كانوا وما يزالون أهل عشق، بل فرسان العشق الإلهي، وما يشرق منه من محبة لرسوله وآل بيته وأصحابه والصالحين ولكل خلق الله. فلم يقم التصوف فقط على المعنى الذي يعنيه لغة واصطلاحا، ولا على الكتاب والسنة والفقه والحكمة ومكارم الأخلاق فحسب. بل له روح لطيف يتخلله. روح هو لب حقيقته وجوهر تكوينه. إنه العشق الإلهي.
فلم تكن معرفتهم لله منحصرة في بُغية الكمال تعبدا أو النوال جنة أو الجلال خوفا، وإن كان ذلك لب حالهم. ولكن كان في معرفتهم ذوق. وفي ذلك الذوق انكشف عن قلوبهم حجاب الجلال فرأو بقلوبهم مشهد الجمال. أوليس الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه. ومن رأى الله بقلبه وروحه ألا يرى جمال خالق الجمال، فكيف يكون هنالك الحال وكيف يصدر عند ذلك المقال.
وهم عندما بلغوا ذرى الإحسان اقتربوا ونظرت قلوبهم دون حجاب، فلا يطيقون بعد ذلك بعدا ولا حجابا. وفي ذلك يقول الهائم الفاني والعارف الرباني الكبير أبو بكر الشبلي:
“على بعدك لا يصبر من عادته القربُ
ولا يقوى على حجبك من تيّمه الحبُ
فإن لم ترك العين فقد يبصرك القلبُ
ورئي خارجا من المسجد في يوم العيد وهو يقول:
إذا ما كنت لي عيدا فما أصنع بالعيدِ
جرى حبك في قلبي كجري الماء في العودِ”[2]
فمنهم من شرب خمرة العشق فسكر. ومنهم من ذاق من العشق رشفة فجن. ومنهم من لم يتحمل الحال فقال كلاما ظاهره -كما قال الغزالي – اتحاد وباطنه توحيد. ومنهم من هزته أحوال العشق وغاب عنه في مشهد جمال الشهود فهتف: سبحاني ما أعظم شاني. ولم يكن يعني تألها، حاشا، بل هو من فرط العشق لا أكثر. وهو نص ما قاله الجنيد عن صاحبه البسطامي الفاني في عشق الله.
وقال الجنيد: إن الرجل مستهلك في شهود الاجلال، فنطق بما استهلكه لذهوله في الحق عن رؤيته إياه. فلم يشهد إلا الحق تعالى فنعته….ألم تسمعوا مجنون بني عامر لما سئل عن اسم نفسه قال ليلى”[3].
وقال الإمام الغزالي في شرحه لحال الفناء والعشق: ” العارفون – بعد العروج إلى سماء الحقيقة – اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق. لكن منهم من كان له هذه الحال عرفاناً علمياً، ومنهم من صار له ذلك حالاً ذوقياً. وانتفت عنهم الكثرة بالكلية واستغرقوا بالفردانية المحضة واستوفيت فيها عقولهم فصاروا كالمبهوتين فيه ولم يبق فيهم متسع لا لذكر غير الله ولا لذكر أنفسهم أيضاً. فلم يكن عندهم إلا الله، فسكروا سكراً دفع دونه سلطان عقولهم، فقال أحدهم “أنا الحق” وقال الآخر “سبحانى ما أعظم شانى! ” وقال آخر “ما في الجبة إلا الله”. وكلام العشاق في حال السكر يُطوَى ولا يحكى. فلما خف عنهم سكرهم وردوا إلى سلطان العقل الذى هو ميزان الله في أرضه، عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد بل شبه الاتحاد مثل قول العاشق في حال فرط عشقه “أنا من أهوى ومن أهوى أنا”)[4].
هذا الفناء جعل قلوبهم تئن من العشق فيسري من ذلك الأنين سر فيه سرور ونور وحبور ونفح من جنان الحور. وألم رقّاهم في معارج من لقّاهم. ولواعج حركت فيهم الأشجان فهام منهم من هام وقام منهم من قام وساح منهم من ساح وكتم من كتم منهم وباح من باح.
فهُم كما قال الحسين النوري:
كادت سرائر سري أن تسر بما
أوليتني من سرور لا أسميه
فصاح للسر سر منك يرقبه
كيف السرور بسر دون مبديه
فظل يلحظه سراً ليلحظه
والحق يلحظني ألا أراعيه
وأقبل السر يغني الكل عن صفتي
وأقبل الحق يغنيني ويغنيه[5]
فقامهم في ذلك مقام السهروردي الشهيد:
وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا
ستر المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ
بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم
وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ[6]
وحالهم في ذلك حال سلطان العاشقين:
شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة ً سَكِرْنا بها، من قبلِ أن يُخلق الكَرمُ
لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يديرها هِلالٌ، وكم يبدو إذا مُزِجَتْ نَجمُ
ولولا شذاها ما اهتديتُ لحانها ولو لا سناها ما تصوَّرها الوهمُ
ولم يُبْقِ مِنها الدَّهْرُ غيرَ حُشاشَة ٍ كأنَّ خَفاها، في صُدورِ النُّهى كَتْمُ
ونجواهم نجوى أبي مدين الغوث:
تذلَّلت فِي البلدانِ حيـن سبيتَنِـي
وبـتُّ بأوجـاعِ الغـوى أتَقَلَّـبُ
فلو كان لِي قلبان عشـتُ بواحـدٍ
وأترُكُ قلبـاً فِـي هـواكَ يعـذَّبُ
ولكنَّ لِـي قَلبـا تَملَّكـهُ الهَـوَى
فلا العَيشُ يهتنا لِي ولا المَوت أقرَبُ
كعصفورةٍ فِي كفِّ طفـلٍ يَضمهـا
تَذوقُ سِياق المَوت والطِّفلُ يَلعَـبُ
فَلا الطِّفلُ ذُو عَقلٍ يَحنُّ لِمَـا بِهـا
وَلاَ الطَّيرُ ذُو رِيشٍ يَطِيـرُ فَيَذهَـبُ
تسمَّيـتُ بالمَجنـون أَلـم الهَـوَى
وَصَارت بِي الأمثال فِي الحَيِّ تُضرَبُ
فَيا مَعشرَ العُشَّـاقِ مُوتُـوا صَبابـةً
كَما مَاتَ بالهجرانِ قَيـس معـذَّبُ
وشأنهم شأن الإمام الرواس:
وَطِّدْ فُؤادَكَ كُلُّنا عُشَّاقُ طارَ الهَوَى فينا لمنْ نَشْتاقُ
أخَذَتْ فُنونُ العِشقِ كلَّ قُلوبِنا وتَمَكَّنَتْ بِجَميعِها الأحْراقُ
نارٌ تَشُبُّ وزَفْرَةٌ لا تَنْطَفي الله هذا الشَّأنُ كيفَ يُطاقُ
وتشوفهم تشوّف ابن الفارض:
أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا، أمْ، في رُبَى نجدٍ، أرى مِصباحَا
أمْ تِلكَ ليلى العامرِيّة ُ أسْفَرَتْ ليلاً فصيّرتِ المساءَ صباحاً[7]
وتشوّقهم تشوق سلطانهم في العشق:
أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِ فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُدامي
ليَشْهَدَ سَمْعِي مَن أُحبُّ وإن نأى بطَيفِ مَلامٍ لا بطَيفِ مَنام[8]
ودلالهم في الوصل دلال عبد الغني النابلسي:
دع جمال الوجه يظهرْ لا تغطي يا حبيبي
طول ليلي فيك أسهرْ زاد شوقي ونحيبي
هكذا المحبوب يقهرْ بالجفا قلب الكئيبِ
كل شيء عقد جوهرْ حلية الحسن المهيبِ
وعشقهم عشق رابعة:
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك
واغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى
خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى
وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى
فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه
فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
وشغفهم شغف لوجه الذات، كشغف كاتب هذه الكلمات:
إني أحبك في تكوين تكويني
يا خالق الماء نار العشق تكويني
أنت الجميل وأهل الله قد عشقوا
من لي سواك خمور العشق يسقيني
حبي إليك بلا سؤل ولا طلب
إلا اللقاء ووصلا منك يحييني[9]
فلما هاموا سهروا الليل فما ناموا، وبحثوا عن السبيل إليه فوجدوا السبيل لا يكون إلا به. وبحثوا عن الدليل عليه فوجدوه الأدل عليه بذاته إلى حضرة ذاته. فقالوا قول أبي يزيد البسطامي: “بك أدل عليك ومنك أصل إليك. ما أطيب واقعات الإلهام منك على خطرات القلوب. وأحلى المشي إليك بالأوهام في طرقات الغيوب.اللهم ما أحسن ما لا يكون للخلق كشفه ولا بالألسنة وصفه من حيث لا تدركه العقول”[10].
فهم غابوا بسر الله في سر الله. وذابوا بنور الله في نور الله. وفنوا فيه فناء شغلهم به عمن سواه. فنظروا فلم يروا في المنظر إلاه. وشاهدوا جماله من خلال كل جمال قد براه. فقال قائلهم هذه ليلى العامرية وقال آخر هذه سعدى أو سليمى. وهم في ذلك لا يعنون الديار بل من سكن الديار ولا يقصدون ليلى بل جمال الحضرة الرحمانية والنظرة المحمدية.
وحركهم داعي الغرام فبذلوا أعمارهم. وهم يجودون بأرواحهم في سبيل محبوبهم الأجمل ومطلوبهم الأوحد. يقول العارف بالله أبو يزيد البسطامي:
“لو قلت جد بالكل منك لنا لما تأبيّت فيما قلته عند ذلكِ
ولو وضع المعشار مني على لظى لضجت من التعظيم في وجه مالك
فحبك فرض كيف لي بأدائه ولست لفرض ما حييت بتارك”[11]
وهم ذاكرون لله ذكر المحب لحبيبه. فالعبادة عندهم حال من الوجد. والحياة لديهم أطوار من الشوق والشغف. وليست عبادتهم مجرد شكل لا روح فيه. ولا تعبدهم مجرد قشرة لا جوهر لها.
يقول أبو يزيد:
“عجيب لمن يقول ذكرت ربي وهل أنسى فأذكر ما نسيتُ
شربت الحب كأسا بعد كأس فما نفد الشراب وما رويتُ”[12]
وحبهم من الله لله بالله. ليس لمسألة غير وجهه. ولا لقصد غير محض رضاه. في هذا المقام:
وللقوم في هذا أقوال وأحوال وأشعار خالدة.
ولهم فهم عن الله عجيب. فهم يدركون بقلوبهم العاشقة وأرواحهم الوامقة وذواتهم الواثقة من حقائق المعاني ما لا يدركه غيرهم. ومن ذلك قول أبي يزيد: “غلطت في ابتداء أمري حسبت أني أذكره فإذا هو ذكرني قبل ذكري له. وحسبت أني أطبله فإذا هو طلبني قبل طلبي له. وحسبت أني أعرفه فإذا هو عرفني قبل معرفتي له. وحسبت أني أحبه فإذا هو أحبني قبل محبتي له”[13].
وقد عرفوا الحب وفهموه بعد ذاقوه وعرفوه، فقال ابن عطاء الله: “ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضا، أو يطلب منه غرضا، فإن المحب من يبذل لك، ليس المحب من تبذل له”[14].
فلما صبروا للواعج الحب أنالهم صاحب الحب وخالق الخلق حبا للخلق، رحمة وتحننا، فوهبهم نورا وسرا سرى في قلوب العشاق، يسْرونَ فيه إسراء المخلِصين يسرون به سرور المُخلَصين، فيسري ذلك السرور منهم إلى الناس فيبثون السرور حيثما حلوا.
فتغيب حينها الأكدار وينحجب الأغيار وتتسع قلوبهم لحب أهل الأرض جميعا رحمة منهم ببني آدم فهم من أشرف ذرية آدم. فيصدح صادحهم قائل قول الشيخ الأكبر:
لقدْ صارَ قلبي قابلًا كلَّ صورةٍ فمَرْعًى لغِزْلاَنٍ وديرٌ لرُهْبانِ
وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائفٍ وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني
لنا أُسْوَةٌ في بِشْرِ هندٍ وأُخْتِهَا وقيسٍ وليلى، ثمَّ ميٍّ وغيلانِ
بلى إنهم قوم يدينون بدين الحب، وينثرون الحب، ويبثون الحب، ويحيون ويموتون بالحب.
يوم توفي العاشق الرباني السيد معين الجشتي الحسيني، ظهر على جبينه: “هذا حبيب الله مات في حب الله”.
“قيل لأبي يزيد: بما بلغت ما بلغت. فقال: أحببت الله حتى أبغضت نفسي. وتركت ما دون الله حتى وصلت إلى الله تعالى. واخترت الخالق على المخلوقين فشغل بخدمتي كل مخلوق”[15].
[1] شمس التبريزي، قواعد العشق الأربعون، القاعدة الثانية عشر
[2] ابن فرحون المالكي، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، دار الكتب العلمية، بيروت، ص: 189-190
[3] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص: 76-77
[4] أبو حامد الغزالي، مشكاة الأنوار، شرح ودراسة وتحقيق الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ/1986 م، ص 139-141
[5] أبو الحسين أحمد بن محمد النوري البغوي البغدادي. أحد أئمة الصوفية، شاعر، أصله من خراسان، وحدث عن سري السقطي ثم صار هو من أكابر أئمة القوم، قال أبو أحمد المغازلي: ما رأيت أحد قط أعبد من أبي الحسين النوري، قيل له: ولا الجنيد؟ قال: ولا الجنيد ولا غيره. يعد الطبقة الثانية من الصوفية من زملاء الجنيد (298ه) والحلاج (309 ه). ولد في بغداد ونشأ فيها، ينسب إلى بغ أو بغشور من قرى هراة ومرو الروذ، أما نور فهي بليدة بين بخارى وسمرقند. كان يوصف بقمر الصوفية وأمير القلوب. نفي إلى الشام نحو ربع قرن ثم عاد إلى بغداد. (صفحة التعريف به في الموسوعة العالمية للشعر العربي “أدب”).
[6] الموسوعة العالمية للشعر العربي أدب، صفحة السهروردي.
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=76646&r=&rc=6
[7] ابن الفارض، الموسوعة العالمية للشعر العربي (أدب).
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=15400
[8] ابن الفارض، موسوعة الديوان. https://www.aldiwan.net/poem1527.html
[9] مازن الشريف، ديوان وله، مخطوط
[10] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص:55
[11] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص:65
[12] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص:67
[13] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص 41/42
[14] ابن عطاء الله السكندري، الحكم العطائية، الحكمة 43، ص: 35
[15] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص:26
يقول الشيخ العظيم شمس التبريزي: “”إن السعي وراء الحبّ يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحبّ إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحبّ، حتى تبدأ تتغيّر من الداخل ومن الخارج”[1].
والحقيقة أنه لم يتكلم عن العشق في تاريخ الشعر على هذا الكوكب فيما أعتقد ويعتقد الكثيرون مثل تلميذه الذين غير حياته بعد لقاء بين فقيه قونية وعالمها، وقلندري درويش رث الثياب سأله عن حال أبي يزيد البسطامي.
ومن بديع ما قال مولانا: العشق هو ترك الاختيار.
العشق هو تلك الشعلة التي عندما اشتعلت أحرقت كل شيء ما عدا المعشوق ، وأنت بسبب شوكة واحدة تفر من العشق ، فماذا تعرف أنت عن العشق ما خلا الاسم
جالس العشق الذي هو جوهر روحك ، ابحث عن ذاك الذي يكون بجانبك إلى الأبد ، لا تقل “روحي” لمن هو حَزِن لروحك ، اعتبره مُحرما حتى وإن كان لك مثل الخبز.
وحدها الروح تعرف ماهية العشق. – وحتى لو مـدحت العشق بمائة ألفِ لغةٍ، لظلّ جمالُه أكثرَ من هذه التمتمات جميعاً.
وهذا الكلام وإن كان متأخرا عن زمان الطبقة الأولى من أهل التصوف، فإنه معبر عنها، لأن أهل التصوف كانوا وما يزالون أهل عشق، بل فرسان العشق الإلهي، وما يشرق منه من محبة لرسوله وآل بيته وأصحابه والصالحين ولكل خلق الله. فلم يقم التصوف فقط على المعنى الذي يعنيه لغة واصطلاحا، ولا على الكتاب والسنة والفقه والحكمة ومكارم الأخلاق فحسب. بل له روح لطيف يتخلله. روح هو لب حقيقته وجوهر تكوينه. إنه العشق الإلهي.
فلم تكن معرفتهم لله منحصرة في بُغية الكمال تعبدا أو النوال جنة أو الجلال خوفا، وإن كان ذلك لب حالهم. ولكن كان في معرفتهم ذوق. وفي ذلك الذوق انكشف عن قلوبهم حجاب الجلال فرأو بقلوبهم مشهد الجمال. أوليس الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه. ومن رأى الله بقلبه وروحه ألا يرى جمال خالق الجمال، فكيف يكون هنالك الحال وكيف يصدر عند ذلك المقال.
وهم عندما بلغوا ذرى الإحسان اقتربوا ونظرت قلوبهم دون حجاب، فلا يطيقون بعد ذلك بعدا ولا حجابا. وفي ذلك يقول الهائم الفاني والعارف الرباني الكبير أبو بكر الشبلي:
“على بعدك لا يصبر من عادته القربُ
ولا يقوى على حجبك من تيّمه الحبُ
فإن لم ترك العين فقد يبصرك القلبُ
ورئي خارجا من المسجد في يوم العيد وهو يقول:
إذا ما كنت لي عيدا فما أصنع بالعيدِ
جرى حبك في قلبي كجري الماء في العودِ”[2]
فمنهم من شرب خمرة العشق فسكر. ومنهم من ذاق من العشق رشفة فجن. ومنهم من لم يتحمل الحال فقال كلاما ظاهره -كما قال الغزالي – اتحاد وباطنه توحيد. ومنهم من هزته أحوال العشق وغاب عنه في مشهد جمال الشهود فهتف: سبحاني ما أعظم شاني. ولم يكن يعني تألها، حاشا، بل هو من فرط العشق لا أكثر. وهو نص ما قاله الجنيد عن صاحبه البسطامي الفاني في عشق الله.
وقال الجنيد: إن الرجل مستهلك في شهود الاجلال، فنطق بما استهلكه لذهوله في الحق عن رؤيته إياه. فلم يشهد إلا الحق تعالى فنعته….ألم تسمعوا مجنون بني عامر لما سئل عن اسم نفسه قال ليلى”[3].
وقال الإمام الغزالي في شرحه لحال الفناء والعشق: ” العارفون – بعد العروج إلى سماء الحقيقة – اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق. لكن منهم من كان له هذه الحال عرفاناً علمياً، ومنهم من صار له ذلك حالاً ذوقياً. وانتفت عنهم الكثرة بالكلية واستغرقوا بالفردانية المحضة واستوفيت فيها عقولهم فصاروا كالمبهوتين فيه ولم يبق فيهم متسع لا لذكر غير الله ولا لذكر أنفسهم أيضاً. فلم يكن عندهم إلا الله، فسكروا سكراً دفع دونه سلطان عقولهم، فقال أحدهم “أنا الحق” وقال الآخر “سبحانى ما أعظم شانى! ” وقال آخر “ما في الجبة إلا الله”. وكلام العشاق في حال السكر يُطوَى ولا يحكى. فلما خف عنهم سكرهم وردوا إلى سلطان العقل الذى هو ميزان الله في أرضه، عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد بل شبه الاتحاد مثل قول العاشق في حال فرط عشقه “أنا من أهوى ومن أهوى أنا”)[4].
هذا الفناء جعل قلوبهم تئن من العشق فيسري من ذلك الأنين سر فيه سرور ونور وحبور ونفح من جنان الحور. وألم رقّاهم في معارج من لقّاهم. ولواعج حركت فيهم الأشجان فهام منهم من هام وقام منهم من قام وساح منهم من ساح وكتم من كتم منهم وباح من باح.
فهُم كما قال الحسين النوري:
كادت سرائر سري أن تسر بما
أوليتني من سرور لا أسميه
فصاح للسر سر منك يرقبه
كيف السرور بسر دون مبديه
فظل يلحظه سراً ليلحظه
والحق يلحظني ألا أراعيه
وأقبل السر يغني الكل عن صفتي
وأقبل الحق يغنيني ويغنيه[5]
فقامهم في ذلك مقام السهروردي الشهيد:
وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا
ستر المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ
بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم
وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ[6]
وحالهم في ذلك حال سلطان العاشقين:
شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة ً سَكِرْنا بها، من قبلِ أن يُخلق الكَرمُ
لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يديرها هِلالٌ، وكم يبدو إذا مُزِجَتْ نَجمُ
ولولا شذاها ما اهتديتُ لحانها ولو لا سناها ما تصوَّرها الوهمُ
ولم يُبْقِ مِنها الدَّهْرُ غيرَ حُشاشَة ٍ كأنَّ خَفاها، في صُدورِ النُّهى كَتْمُ
ونجواهم نجوى أبي مدين الغوث:
تذلَّلت فِي البلدانِ حيـن سبيتَنِـي
وبـتُّ بأوجـاعِ الغـوى أتَقَلَّـبُ
فلو كان لِي قلبان عشـتُ بواحـدٍ
وأترُكُ قلبـاً فِـي هـواكَ يعـذَّبُ
ولكنَّ لِـي قَلبـا تَملَّكـهُ الهَـوَى
فلا العَيشُ يهتنا لِي ولا المَوت أقرَبُ
كعصفورةٍ فِي كفِّ طفـلٍ يَضمهـا
تَذوقُ سِياق المَوت والطِّفلُ يَلعَـبُ
فَلا الطِّفلُ ذُو عَقلٍ يَحنُّ لِمَـا بِهـا
وَلاَ الطَّيرُ ذُو رِيشٍ يَطِيـرُ فَيَذهَـبُ
تسمَّيـتُ بالمَجنـون أَلـم الهَـوَى
وَصَارت بِي الأمثال فِي الحَيِّ تُضرَبُ
فَيا مَعشرَ العُشَّـاقِ مُوتُـوا صَبابـةً
كَما مَاتَ بالهجرانِ قَيـس معـذَّبُ
وشأنهم شأن الإمام الرواس:
وَطِّدْ فُؤادَكَ كُلُّنا عُشَّاقُ طارَ الهَوَى فينا لمنْ نَشْتاقُ
أخَذَتْ فُنونُ العِشقِ كلَّ قُلوبِنا وتَمَكَّنَتْ بِجَميعِها الأحْراقُ
نارٌ تَشُبُّ وزَفْرَةٌ لا تَنْطَفي الله هذا الشَّأنُ كيفَ يُطاقُ
وتشوفهم تشوّف ابن الفارض:
أوَميضُ بَرْقٍ، بالأُبَيرِقِ، لاحا، أمْ، في رُبَى نجدٍ، أرى مِصباحَا
أمْ تِلكَ ليلى العامرِيّة ُ أسْفَرَتْ ليلاً فصيّرتِ المساءَ صباحاً[7]
وتشوّقهم تشوق سلطانهم في العشق:
أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِ فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُدامي
ليَشْهَدَ سَمْعِي مَن أُحبُّ وإن نأى بطَيفِ مَلامٍ لا بطَيفِ مَنام[8]
ودلالهم في الوصل دلال عبد الغني النابلسي:
دع جمال الوجه يظهرْ لا تغطي يا حبيبي
طول ليلي فيك أسهرْ زاد شوقي ونحيبي
هكذا المحبوب يقهرْ بالجفا قلب الكئيبِ
كل شيء عقد جوهرْ حلية الحسن المهيبِ
وعشقهم عشق رابعة:
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك
واغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى
خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى
وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى
فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه
فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
وشغفهم شغف لوجه الذات، كشغف كاتب هذه الكلمات:
إني أحبك في تكوين تكويني
يا خالق الماء نار العشق تكويني
أنت الجميل وأهل الله قد عشقوا
من لي سواك خمور العشق يسقيني
حبي إليك بلا سؤل ولا طلب
إلا اللقاء ووصلا منك يحييني[9]
فلما هاموا سهروا الليل فما ناموا، وبحثوا عن السبيل إليه فوجدوا السبيل لا يكون إلا به. وبحثوا عن الدليل عليه فوجدوه الأدل عليه بذاته إلى حضرة ذاته. فقالوا قول أبي يزيد البسطامي: “بك أدل عليك ومنك أصل إليك. ما أطيب واقعات الإلهام منك على خطرات القلوب. وأحلى المشي إليك بالأوهام في طرقات الغيوب.اللهم ما أحسن ما لا يكون للخلق كشفه ولا بالألسنة وصفه من حيث لا تدركه العقول”[10].
فهم غابوا بسر الله في سر الله. وذابوا بنور الله في نور الله. وفنوا فيه فناء شغلهم به عمن سواه. فنظروا فلم يروا في المنظر إلاه. وشاهدوا جماله من خلال كل جمال قد براه. فقال قائلهم هذه ليلى العامرية وقال آخر هذه سعدى أو سليمى. وهم في ذلك لا يعنون الديار بل من سكن الديار ولا يقصدون ليلى بل جمال الحضرة الرحمانية والنظرة المحمدية.
وحركهم داعي الغرام فبذلوا أعمارهم. وهم يجودون بأرواحهم في سبيل محبوبهم الأجمل ومطلوبهم الأوحد. يقول العارف بالله أبو يزيد البسطامي:
“لو قلت جد بالكل منك لنا لما تأبيّت فيما قلته عند ذلكِ
ولو وضع المعشار مني على لظى لضجت من التعظيم في وجه مالك
فحبك فرض كيف لي بأدائه ولست لفرض ما حييت بتارك”[11]
وهم ذاكرون لله ذكر المحب لحبيبه. فالعبادة عندهم حال من الوجد. والحياة لديهم أطوار من الشوق والشغف. وليست عبادتهم مجرد شكل لا روح فيه. ولا تعبدهم مجرد قشرة لا جوهر لها.
يقول أبو يزيد:
“عجيب لمن يقول ذكرت ربي وهل أنسى فأذكر ما نسيتُ
شربت الحب كأسا بعد كأس فما نفد الشراب وما رويتُ”[12]
وحبهم من الله لله بالله. ليس لمسألة غير وجهه. ولا لقصد غير محض رضاه. في هذا المقام:
وللقوم في هذا أقوال وأحوال وأشعار خالدة.
ولهم فهم عن الله عجيب. فهم يدركون بقلوبهم العاشقة وأرواحهم الوامقة وذواتهم الواثقة من حقائق المعاني ما لا يدركه غيرهم. ومن ذلك قول أبي يزيد: “غلطت في ابتداء أمري حسبت أني أذكره فإذا هو ذكرني قبل ذكري له. وحسبت أني أطبله فإذا هو طلبني قبل طلبي له. وحسبت أني أعرفه فإذا هو عرفني قبل معرفتي له. وحسبت أني أحبه فإذا هو أحبني قبل محبتي له”[13].
وقد عرفوا الحب وفهموه بعد ذاقوه وعرفوه، فقال ابن عطاء الله: “ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضا، أو يطلب منه غرضا، فإن المحب من يبذل لك، ليس المحب من تبذل له”[14].
فلما صبروا للواعج الحب أنالهم صاحب الحب وخالق الخلق حبا للخلق، رحمة وتحننا، فوهبهم نورا وسرا سرى في قلوب العشاق، يسْرونَ فيه إسراء المخلِصين يسرون به سرور المُخلَصين، فيسري ذلك السرور منهم إلى الناس فيبثون السرور حيثما حلوا.
فتغيب حينها الأكدار وينحجب الأغيار وتتسع قلوبهم لحب أهل الأرض جميعا رحمة منهم ببني آدم فهم من أشرف ذرية آدم. فيصدح صادحهم قائل قول الشيخ الأكبر:
لقدْ صارَ قلبي قابلًا كلَّ صورةٍ فمَرْعًى لغِزْلاَنٍ وديرٌ لرُهْبانِ
وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائفٍ وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني
لنا أُسْوَةٌ في بِشْرِ هندٍ وأُخْتِهَا وقيسٍ وليلى، ثمَّ ميٍّ وغيلانِ
بلى إنهم قوم يدينون بدين الحب، وينثرون الحب، ويبثون الحب، ويحيون ويموتون بالحب.
يوم توفي العاشق الرباني السيد معين الجشتي الحسيني، ظهر على جبينه: “هذا حبيب الله مات في حب الله”.
“قيل لأبي يزيد: بما بلغت ما بلغت. فقال: أحببت الله حتى أبغضت نفسي. وتركت ما دون الله حتى وصلت إلى الله تعالى. واخترت الخالق على المخلوقين فشغل بخدمتي كل مخلوق”[15].
[1] شمس التبريزي، قواعد العشق الأربعون، القاعدة الثانية عشر
[2] ابن فرحون المالكي، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، دار الكتب العلمية، بيروت، ص: 189-190
[3] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص: 76-77
[4] أبو حامد الغزالي، مشكاة الأنوار، شرح ودراسة وتحقيق الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ/1986 م، ص 139-141
[5] أبو الحسين أحمد بن محمد النوري البغوي البغدادي. أحد أئمة الصوفية، شاعر، أصله من خراسان، وحدث عن سري السقطي ثم صار هو من أكابر أئمة القوم، قال أبو أحمد المغازلي: ما رأيت أحد قط أعبد من أبي الحسين النوري، قيل له: ولا الجنيد؟ قال: ولا الجنيد ولا غيره. يعد الطبقة الثانية من الصوفية من زملاء الجنيد (298ه) والحلاج (309 ه). ولد في بغداد ونشأ فيها، ينسب إلى بغ أو بغشور من قرى هراة ومرو الروذ، أما نور فهي بليدة بين بخارى وسمرقند. كان يوصف بقمر الصوفية وأمير القلوب. نفي إلى الشام نحو ربع قرن ثم عاد إلى بغداد. (صفحة التعريف به في الموسوعة العالمية للشعر العربي “أدب”).
[6] الموسوعة العالمية للشعر العربي أدب، صفحة السهروردي.
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=76646&r=&rc=6
[7] ابن الفارض، الموسوعة العالمية للشعر العربي (أدب).
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=15400
[8] ابن الفارض، موسوعة الديوان. https://www.aldiwan.net/poem1527.html
[9] مازن الشريف، ديوان وله، مخطوط
[10] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص:55
[11] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص:65
[12] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص:67
[13] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص 41/42
[14] ابن عطاء الله السكندري، الحكم العطائية، الحكمة 43، ص: 35
[15] روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور، للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن الأطعاني البسطامي، طبعة دارة الكرز للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، ص:26
10/11/2024, 21:08 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الرابعة: قوانين الميراث تفضل الرجال على النساء ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:05 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثالثة: شهادة المرأة لا تساوي سوى نصف رجل ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:02 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثانية: المرأة لا تستطيع الطلاق ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:59 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الأولى: الإسلام يوجه الرجال لضرب زوجاتهم ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:54 من طرف Admin
» كتاب: المرأة في المنظور الإسلامي ـ إعداد لجنة من الباحثين
10/11/2024, 20:05 من طرف Admin
» كتاب: (درة العشاق) محمد صلى الله عليه وسلم ـ الشّاعر غازي الجَمـل
9/11/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: الحب في الله ـ محمد غازي الجمل
9/11/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الأول ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:59 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الثاني ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب : الفتن ـ نعيم بن حماد المروزي
7/11/2024, 09:30 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:12 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:10 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:06 من طرف Admin
» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
19/10/2024, 11:00 من طرف Admin