كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة الثانية والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2717 - 2732
سأل آخر قائلا : أيها الرائد ، هل الجرأة مقبولة في تلك الحضرة ؟
إن كانت الجرأة متوفرة ، فمن أين يتولد الخوف والرهبة ؟ فلتقل ، كيف تكون الجرأة هناك ، وانثر در المعاني ، وأنطق بالسر .
قال ( الهدهد ) : كل من تتوفر لديه القدرة والكفاءة ، يكون موضع الأسرار الإلهية ، فإن يظهر الجرأة ، فمقبولة منه ، لأنه خليق بأسرار السلطان على الدوام ، ولكن كيف يتجرأ العالم بالسر الحافظ له ، متشبها بالجسور الوقح ؟
ومن يضع الأدب في كفه الأيسر ، والحرمة في كفه الأيمن ، فمقبول منه أن يتجاسر لحظة .
أما ذلك الذي يعيش في الصحراء ، كيف يمكن أن يكون لدى السلطان صاحب أسرار ؟
ولو تجرا كأهل السر ، فسيظل بعيدا عن الإيمان والروح ، وكيف يستطيع فاجر من الجند ، إعلان جرأته أمام السلطان ؟
ولو فرض أن تقدم عبد أعجمي في الطريق ، فإنه يتجرأ فرحا وتيها ، إنه يعرف الرب جملة ولكنه لا يميز ( رب ) من ( رب ) ،
فإذا ما تجرأ فمن فرط الحب ، ثم يصير كالمجنون من شدة العشق ، كما يسير فوق الماء من شدة الشوق ، وما أجمل جرأته ، ما أجملها !
فقد جعلت هذا المجنون شبيها بالنار .
ولكن متى وجدت السلامة في طريق النار ؟
ومتى وجه لوم لمجنون ؟
فإذا كانت آثار الجنون قد بدت عليك ، فكل ما تقوله ، يقبل سماعه منك .
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 1
الأبيات من 2733 - 2747
نالت خراسان حظا عظيما ، إذ ظهر في خراسان عميد ، وكان له من الغلمان مائة من الترك الصباح ،
وكانوا ذوي قامات سروية وسواعد فضية وشعر فاحم ، وفي أذن كل غلام درة مضيئة بالليل ، ومن بريق هذه الدرر يصبح الليل شبيها بالنهار ،
وكانت لهم قلانس لامعة وأطواق ذهبية ، ولهم صدور فضية وأواسط ذهبية ، وكل منهم يعقد حول وسطه حزاما مرصعا بالجواهر ،
وتحت كل منهم جواد أبيض ، وكل من يحاول النظر إلى أحد الغلمان ، سرعان ما يسلم القلب ، وتفنى روحه .
وقضاء وقدرا رأى وله غاية في الفقر مهلهل الثياب حافي القدمين ، ذلك العدد الكبير من الغلمان من بعيد ،
فقال : من هؤلاء الحور ؟
فأجابه أحد سادة المدينة بأن هؤلاء غلمان عميد مدينتنا ، وما أن سمع ذلك الوله هذه القصة ، حتى زاد ولهه وجنونه ،
وقال : يا ذا العرش المجيد ، لتتعلم تربية عبيدك من العميد !
إن كنت ولها به ، فتعلم الجرأة ، ويجب أن تكون غصنا مورقا ، فإن تعدم أوراق هذا الغصن المرتفع ، فلا تتجرأ بعد ذلك ، ولا تضحك على نفسك .
ما أجمل جرأة الوالهين ، وما أجملهم وهم كفراشات يحترقون ، ولكن لن يستطيع هؤلاء إدراك الطريق ، ومعرفة أهو حسن أو سئ إلا إذا أنعم عليهم ذو العرش بالتوفيق .
"" عميد خرسان : لعل المقصود عميد الملك الكندري وزير طغرل السلجوقي ، واسمه بالكامل : أبو نصر محمد بن محمد الكندري ، وهو من رجال نيسابور ، قتل عام 456 هـ أيام سلطنة ألب أرسلان .
انظر : تاريخ دولة آل سلجوق : لعماد الدين الإصفهاني ، ص : 9 - 29 .""
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 2
الأبيات من 2748 - 2753
كان وله يسير في الطريق عاري الجسد ، وقد اشتد به الجوع ، وكان البرد قارسا والمطر منهمرا ، فأصبح غريق المطر والبرد ،
ولم يكن له مخبأ أو منزل ، فسار حتى التجأ إلى خرابة ، وما أن توقف عن المسير وولج الخرابة ،
حتى سقطت على رأسه من السقف أجرة ، فشجت رأسه وسالت الدماء كنهير ، فرفع رأسه إلى السماء قائلا :
إلى متى تدق طبول السلطنة ؟ الأفضل من هذا ألا تستطيع الضرب بالأجر !
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 3
الأبيات من 2754 - 2765
وجد فقير معدم في بلدة كاريز ، وقد استعار حمارا من جاره ، فذهب صوب طاحونة ونام هانىء البال ،
وسرعان ما ولى الحمار في الصحراء ، فمزق ذئب ذلك الحمار وأكله ، فطالبه صاحبه في اليوم التالي بديته .
وأخيرا سارعا بالعودة حتى يمثلا أمام أمير كاريز ، وقصا قصتهما على الأمير بكل أمانة وصدق ، وسألاه على من تحل العقوبة ؟
قال الأمير : كل ذئب وحيد ، يعيش في الصحراء والفيافي جوعان ، ثابتة عليه هذه الخيانة بلا ريب ، فعليكما بالبحث عنه ومطالبته بالدية .
فلو قدر أن وجد مائة حمار بل أكثر من مائة ، فسيمزقهم واحدا واحدا كلا في إثر الآخر ، لقد خلق اللّه الذئب لهذا البلاء ، أيها الجاهل ، فلا داعي للتعجب .
إلهي ، لماذا يستبيح الجريمة من لا يدفع دية ما يفعل ؟ .
وكيف كانت حالة نساء مصر ، عندما مر بهم أحد مخلوقيك ؟ وأي عجب أن يدرك مجنون حالا من السعادة ؟
لأنه إذا ظل فاقد الوعي في تلك الحال ، فلن ينظر مطلقا إلى الأمام أو إلى الخلف ، ولكن يظل الكل يتكلمون عنه ويجادثونه ، كما أنهم يواصلون البحث عنه ، ومن أجله يبحثون .
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 4
الأبيات من 2766 - 2771
عم مصر قحط فجائي ، فتساقط الناس صرعى وهم يطالبون بالخبز ، وتساقط الناس موتى في كل طريق ،
حتى كان أنصاف الاحياء يطعمون أجساد أنصاف الموتى ، وعندما رأى أحد العلماء الولهين هذا الفعل من القضاء ، ورأى الناس يموتون بلا طعام ،
قال : يا مالك الدنيا والدين ، إن كنت لا تملك رزقا ، فقلل من الخلق .
كل من يتجرأ في هذه الأعتاب ، سيطلب المعذرة عندما يثوب إلى رشده ، وإن يخطئ القول ،
ولم يوفق في تلك الأعتاب ، فإنه يعرف كيف يعتذر ، حيث يقدم اعتذاره برقة ولطف .
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 5
الأبيات من 2772 - 2785
كان هناك شخص قلبه كله هموم ، إذ كان الأطفال يقذفونه بالأحجار ، فذهب في النهاية إلى ركن بموقد الحمام ، حيث توجد كوة هناك ؛
فتناثر البرد من خلال تلك الكوة على رأس ذلك الواله ، ولأنه لم يعرف البرد من الأحجار ، فقد أكثر من الهراء والثرثرة ،
كما أطلق العديد من السباب ، قائلا : لم تقذفونني بالأحجار والمدر ؟
وفجأة فتحت الريح بابا للموقد ، فعم الضياء جميع أرجاء الموقد ، وهنا عرف البرد من الحجر ، فانقبض قلبه لما أصدره من سباب ، وقال :
إلهي ، كم كان الحمام مظلما ، لذا بدرت السباب مني سهوا ، فإن يصدر هذا القول عن واله ،
فلا تعاقبه بسبب رعونته هذه ، ومن كان ثملا لا يعقل ، فلا قرار له ، كما أنه بلا راحة ، فاحفظ لسانه عن التفوه بهذه الأساليب ،
والتمس المعذرة للعاشق المجذوب ، فإن تنظر إلى سر من أظلمت قلوبهم ، ستجدهم جميعا ممن تلتمس المعذرة لهم .
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 6
الأبيات من 2786 - 2792
سار الواسطي حيران مشوش الخاطر والبال ، حتى أصبح لشدة حيرته عديم المأوى والمال ، سار حتى وقع نظره على مقبرة لليهود ، فأدام النظر إليها ،
وقال : إن هؤلاء اليهود معذورون جدا، ولكن لا يمكنهم قول هذا السر لأحد أبدا.
سمع أحد القضاة هذا القول ، فبدا عليه الغضب . ولما كان القول لا يروق للقاضي فقد استنكره ،
فقال له الواسطي : إذا كان هؤلاء الموتى ، غير معذورين أمام حكمك ، فهم جميعا معذورون في هذا الزمان أمام حكم اللّه علام الغيوب .
"" الواسطي : اسمه محمد بن موسى ، وكان يعرف بابن الفرقاني ، من أصحاب الجنيد والنوري . ومن علماء قومه .
كان مبرزا في علوم التصوف ، كما كان عالما بأصول العلوم الظاهرة وفروعها ، رحل في شبابه من بغداد إلى مرو ، وظل بها حتى توفي عام 320 هـ .
انظر نفحات الأنس لجامي : طبع طهران 1336 ص ص ؛ 175 - 177 .""
المقالة الثانية والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2717 - 2732
سأل آخر قائلا : أيها الرائد ، هل الجرأة مقبولة في تلك الحضرة ؟
إن كانت الجرأة متوفرة ، فمن أين يتولد الخوف والرهبة ؟ فلتقل ، كيف تكون الجرأة هناك ، وانثر در المعاني ، وأنطق بالسر .
قال ( الهدهد ) : كل من تتوفر لديه القدرة والكفاءة ، يكون موضع الأسرار الإلهية ، فإن يظهر الجرأة ، فمقبولة منه ، لأنه خليق بأسرار السلطان على الدوام ، ولكن كيف يتجرأ العالم بالسر الحافظ له ، متشبها بالجسور الوقح ؟
ومن يضع الأدب في كفه الأيسر ، والحرمة في كفه الأيمن ، فمقبول منه أن يتجاسر لحظة .
أما ذلك الذي يعيش في الصحراء ، كيف يمكن أن يكون لدى السلطان صاحب أسرار ؟
ولو تجرا كأهل السر ، فسيظل بعيدا عن الإيمان والروح ، وكيف يستطيع فاجر من الجند ، إعلان جرأته أمام السلطان ؟
ولو فرض أن تقدم عبد أعجمي في الطريق ، فإنه يتجرأ فرحا وتيها ، إنه يعرف الرب جملة ولكنه لا يميز ( رب ) من ( رب ) ،
فإذا ما تجرأ فمن فرط الحب ، ثم يصير كالمجنون من شدة العشق ، كما يسير فوق الماء من شدة الشوق ، وما أجمل جرأته ، ما أجملها !
فقد جعلت هذا المجنون شبيها بالنار .
ولكن متى وجدت السلامة في طريق النار ؟
ومتى وجه لوم لمجنون ؟
فإذا كانت آثار الجنون قد بدت عليك ، فكل ما تقوله ، يقبل سماعه منك .
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 1
الأبيات من 2733 - 2747
نالت خراسان حظا عظيما ، إذ ظهر في خراسان عميد ، وكان له من الغلمان مائة من الترك الصباح ،
وكانوا ذوي قامات سروية وسواعد فضية وشعر فاحم ، وفي أذن كل غلام درة مضيئة بالليل ، ومن بريق هذه الدرر يصبح الليل شبيها بالنهار ،
وكانت لهم قلانس لامعة وأطواق ذهبية ، ولهم صدور فضية وأواسط ذهبية ، وكل منهم يعقد حول وسطه حزاما مرصعا بالجواهر ،
وتحت كل منهم جواد أبيض ، وكل من يحاول النظر إلى أحد الغلمان ، سرعان ما يسلم القلب ، وتفنى روحه .
وقضاء وقدرا رأى وله غاية في الفقر مهلهل الثياب حافي القدمين ، ذلك العدد الكبير من الغلمان من بعيد ،
فقال : من هؤلاء الحور ؟
فأجابه أحد سادة المدينة بأن هؤلاء غلمان عميد مدينتنا ، وما أن سمع ذلك الوله هذه القصة ، حتى زاد ولهه وجنونه ،
وقال : يا ذا العرش المجيد ، لتتعلم تربية عبيدك من العميد !
إن كنت ولها به ، فتعلم الجرأة ، ويجب أن تكون غصنا مورقا ، فإن تعدم أوراق هذا الغصن المرتفع ، فلا تتجرأ بعد ذلك ، ولا تضحك على نفسك .
ما أجمل جرأة الوالهين ، وما أجملهم وهم كفراشات يحترقون ، ولكن لن يستطيع هؤلاء إدراك الطريق ، ومعرفة أهو حسن أو سئ إلا إذا أنعم عليهم ذو العرش بالتوفيق .
"" عميد خرسان : لعل المقصود عميد الملك الكندري وزير طغرل السلجوقي ، واسمه بالكامل : أبو نصر محمد بن محمد الكندري ، وهو من رجال نيسابور ، قتل عام 456 هـ أيام سلطنة ألب أرسلان .
انظر : تاريخ دولة آل سلجوق : لعماد الدين الإصفهاني ، ص : 9 - 29 .""
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 2
الأبيات من 2748 - 2753
كان وله يسير في الطريق عاري الجسد ، وقد اشتد به الجوع ، وكان البرد قارسا والمطر منهمرا ، فأصبح غريق المطر والبرد ،
ولم يكن له مخبأ أو منزل ، فسار حتى التجأ إلى خرابة ، وما أن توقف عن المسير وولج الخرابة ،
حتى سقطت على رأسه من السقف أجرة ، فشجت رأسه وسالت الدماء كنهير ، فرفع رأسه إلى السماء قائلا :
إلى متى تدق طبول السلطنة ؟ الأفضل من هذا ألا تستطيع الضرب بالأجر !
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 3
الأبيات من 2754 - 2765
وجد فقير معدم في بلدة كاريز ، وقد استعار حمارا من جاره ، فذهب صوب طاحونة ونام هانىء البال ،
وسرعان ما ولى الحمار في الصحراء ، فمزق ذئب ذلك الحمار وأكله ، فطالبه صاحبه في اليوم التالي بديته .
وأخيرا سارعا بالعودة حتى يمثلا أمام أمير كاريز ، وقصا قصتهما على الأمير بكل أمانة وصدق ، وسألاه على من تحل العقوبة ؟
قال الأمير : كل ذئب وحيد ، يعيش في الصحراء والفيافي جوعان ، ثابتة عليه هذه الخيانة بلا ريب ، فعليكما بالبحث عنه ومطالبته بالدية .
فلو قدر أن وجد مائة حمار بل أكثر من مائة ، فسيمزقهم واحدا واحدا كلا في إثر الآخر ، لقد خلق اللّه الذئب لهذا البلاء ، أيها الجاهل ، فلا داعي للتعجب .
إلهي ، لماذا يستبيح الجريمة من لا يدفع دية ما يفعل ؟ .
وكيف كانت حالة نساء مصر ، عندما مر بهم أحد مخلوقيك ؟ وأي عجب أن يدرك مجنون حالا من السعادة ؟
لأنه إذا ظل فاقد الوعي في تلك الحال ، فلن ينظر مطلقا إلى الأمام أو إلى الخلف ، ولكن يظل الكل يتكلمون عنه ويجادثونه ، كما أنهم يواصلون البحث عنه ، ومن أجله يبحثون .
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 4
الأبيات من 2766 - 2771
عم مصر قحط فجائي ، فتساقط الناس صرعى وهم يطالبون بالخبز ، وتساقط الناس موتى في كل طريق ،
حتى كان أنصاف الاحياء يطعمون أجساد أنصاف الموتى ، وعندما رأى أحد العلماء الولهين هذا الفعل من القضاء ، ورأى الناس يموتون بلا طعام ،
قال : يا مالك الدنيا والدين ، إن كنت لا تملك رزقا ، فقلل من الخلق .
كل من يتجرأ في هذه الأعتاب ، سيطلب المعذرة عندما يثوب إلى رشده ، وإن يخطئ القول ،
ولم يوفق في تلك الأعتاب ، فإنه يعرف كيف يعتذر ، حيث يقدم اعتذاره برقة ولطف .
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 5
الأبيات من 2772 - 2785
كان هناك شخص قلبه كله هموم ، إذ كان الأطفال يقذفونه بالأحجار ، فذهب في النهاية إلى ركن بموقد الحمام ، حيث توجد كوة هناك ؛
فتناثر البرد من خلال تلك الكوة على رأس ذلك الواله ، ولأنه لم يعرف البرد من الأحجار ، فقد أكثر من الهراء والثرثرة ،
كما أطلق العديد من السباب ، قائلا : لم تقذفونني بالأحجار والمدر ؟
وفجأة فتحت الريح بابا للموقد ، فعم الضياء جميع أرجاء الموقد ، وهنا عرف البرد من الحجر ، فانقبض قلبه لما أصدره من سباب ، وقال :
إلهي ، كم كان الحمام مظلما ، لذا بدرت السباب مني سهوا ، فإن يصدر هذا القول عن واله ،
فلا تعاقبه بسبب رعونته هذه ، ومن كان ثملا لا يعقل ، فلا قرار له ، كما أنه بلا راحة ، فاحفظ لسانه عن التفوه بهذه الأساليب ،
والتمس المعذرة للعاشق المجذوب ، فإن تنظر إلى سر من أظلمت قلوبهم ، ستجدهم جميعا ممن تلتمس المعذرة لهم .
المقالة الثانية والثلاثون حكاية 6
الأبيات من 2786 - 2792
سار الواسطي حيران مشوش الخاطر والبال ، حتى أصبح لشدة حيرته عديم المأوى والمال ، سار حتى وقع نظره على مقبرة لليهود ، فأدام النظر إليها ،
وقال : إن هؤلاء اليهود معذورون جدا، ولكن لا يمكنهم قول هذا السر لأحد أبدا.
سمع أحد القضاة هذا القول ، فبدا عليه الغضب . ولما كان القول لا يروق للقاضي فقد استنكره ،
فقال له الواسطي : إذا كان هؤلاء الموتى ، غير معذورين أمام حكمك ، فهم جميعا معذورون في هذا الزمان أمام حكم اللّه علام الغيوب .
"" الواسطي : اسمه محمد بن موسى ، وكان يعرف بابن الفرقاني ، من أصحاب الجنيد والنوري . ومن علماء قومه .
كان مبرزا في علوم التصوف ، كما كان عالما بأصول العلوم الظاهرة وفروعها ، رحل في شبابه من بغداد إلى مرو ، وظل بها حتى توفي عام 320 هـ .
انظر نفحات الأنس لجامي : طبع طهران 1336 ص ص ؛ 175 - 177 .""
10/11/2024, 21:08 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الرابعة: قوانين الميراث تفضل الرجال على النساء ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:05 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثالثة: شهادة المرأة لا تساوي سوى نصف رجل ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:02 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثانية: المرأة لا تستطيع الطلاق ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:59 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الأولى: الإسلام يوجه الرجال لضرب زوجاتهم ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:54 من طرف Admin
» كتاب: المرأة في المنظور الإسلامي ـ إعداد لجنة من الباحثين
10/11/2024, 20:05 من طرف Admin
» كتاب: (درة العشاق) محمد صلى الله عليه وسلم ـ الشّاعر غازي الجَمـل
9/11/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: الحب في الله ـ محمد غازي الجمل
9/11/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الأول ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:59 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الثاني ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب : الفتن ـ نعيم بن حماد المروزي
7/11/2024, 09:30 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:12 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:10 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:06 من طرف Admin
» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
19/10/2024, 11:00 من طرف Admin