..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة 5: الرجال المسلمون يظلمون النساء من خلال تعدد الزوجات ـ د.نضير خان
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Emptyأمس في 21:08 من طرف Admin

» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الرابعة: قوانين الميراث تفضل الرجال على النساء ـ د.نضير خان
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Emptyأمس في 21:05 من طرف Admin

» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثالثة: شهادة المرأة لا تساوي سوى نصف رجل ـ د.نضير خان
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Emptyأمس في 21:02 من طرف Admin

» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثانية: المرأة لا تستطيع الطلاق ـ د.نضير خان
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Emptyأمس في 20:59 من طرف Admin

» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الأولى: الإسلام يوجه الرجال لضرب زوجاتهم ـ د.نضير خان
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Emptyأمس في 20:54 من طرف Admin

» كتاب: المرأة في المنظور الإسلامي ـ إعداد لجنة من الباحثين
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Emptyأمس في 20:05 من طرف Admin

» كتاب: (درة العشاق) محمد صلى الله عليه وسلم ـ الشّاعر غازي الجَمـل
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty9/11/2024, 17:10 من طرف Admin

» كتاب: الحب في الله ـ محمد غازي الجمل
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty9/11/2024, 17:04 من طرف Admin

» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الأول ـ إعداد: غازي الجمل
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty9/11/2024, 16:59 من طرف Admin

» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الثاني ـ إعداد: غازي الجمل
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty9/11/2024, 16:57 من طرف Admin

» كتاب : الفتن ـ نعيم بن حماد المروزي
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty7/11/2024, 09:30 من طرف Admin

» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty19/10/2024, 11:12 من طرف Admin

» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty19/10/2024, 11:10 من طرف Admin

» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty19/10/2024, 11:06 من طرف Admin

» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty19/10/2024, 11:00 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68501
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي Empty كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

    مُساهمة من طرف Admin 15/10/2020, 11:16

    كتاب العظمة الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
    كتاب العظمة

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما الحمد للّه مبدع الثاني في المثاني ، ومودع المعاني في المعاني ، مقيم السّبعة أعلاما ، ومنزّل القرآن العظيم إماما ، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما .


    حضرة تميّز الأول باب أوله باء ، وآخره ميم

    ولما كانت الباء أول موجود مقيّد ، وكانت في المرتبة الثانية من الوجود . كان لها العمل في عالم الكون السّفلي .

    فأول معمول يليها هي الحاكمة عليه بالذات .

    ثم إذا كان معمولا ممن يطلب وجودا آخر يستند إليه ، عمل فيه ذلك الاستناد عمل الباء ، وإن اختلف وجه الحكم ؛ فصورة العمل واحدة .

    غير أن في هذا الباب الذي في هذه الحضرة ،

    أربع كلمات قدسية :

    اسم الاسم وهو مكون الباء .

    ثم الاسم : وهو مكون اسم الاسم .

    ثم كلمة العموم الإيجادي .

    ثم كلمة الاختصاص .

    وهذه الكلمات كلها ( صدرت على حكم الكون الأسفل ، مع علوها ورفعتها ، ولهذه الكلمات الوجودية ) عشرون شخصا . منهم أموات ، وأحياء ، ونوّم .

    فالأحياء : عشرة أشخاص ، منهم ستة حياتهم سفلية ، وأربعة حياتهم برزخية ، وما فيهم من له حياة علوية .

    والأموات : ثمانية .

    والنّوم : اثنان .

    ولكل واحد من هؤلاء الأشخاص منازل يعرفون بها ، ومن هذه المنازل يكون لهم الحكم في العالم .

    فالحيّ الأول : له منزلتان .

    والثاني : له أربعون منزلة

    والثالث : له خمس منازل .

    والرابع : له خمسون منزلة .

    والخامس : له ثماني منازل .

    والسادس : له أربعون منزلة .

    وهذه منازل أهل الحياة السفلية .

    وأمّا أهل الحياة البرزخية :

    فالأول : له ثلاثون منزلة .

    والثاني : له مائتا منزلة .

    والثالث : له أربعون منزلة .

    والرابع : له مائتا منزلة .

    والميّت :

    الأول : له منزلة واحدة .

    والثاني : له ثلاثون منزلة .

    والثالث : له منزلة واحدة .

    والرابع : له ثلاثون منزلة .

    والخامس : له منزلة واحدة .

    والسادس : له منزلة واحدة .

    والسابع : له ثلاثون منزلة .

    والثامن : له عشر منازل .

    والنائم الأول : له ثلاث مائة منزلة .

    والنائم الثاني : له ثمانية منازل .

    فإذا مرّ السالك على هؤلاء الأشخاص أفاده كل شخص من العلوم والأسرار على قدر منازله .

    فأول ما يمر على الحي الأول ، ثم على النائم الأول ، ثم على الحي الثاني ، ثم على الميت الأول ، ثم على الميت الثاني ، ثم على الحي الثالث ، ثم على الحي الرابع ، ثم على الميت الثالث ، ثم على الميت الرابع ، ثم على الحي الخامس ، ثم على النائم الثاني ، ثم على الحي السادس ، ثم على الميت الخامس ، ثم على الحي السابع ، ثم على الميت السادس ، ثم على الميت السابع ، ثم على الحي الثامن ، ثم على الحي التاسع ، ثم على الميت الثامن ، ثم على الحي العاشر .

    فليلزم السالك مع هؤلاء الأشخاص الروحانيين ، إذا مرّ بهم في سفره الروحاني ما يستحقون من الآداب .

    فإن للحي آدابا تخصّ حضرته ، وللميت كذلك ، وللنائم كذلك .

    وإذا تلقى السالك منهم أسرارهم ، وما يهبونه من الحكم الإلهية ، يتلقاها بالقبول والتسليم .

    فإنها من العلوم الإلهية الرفيعة المنار ، المحرقات سبحاتها ، والظاهرة آياتها .

    وجماع أدبه أن يلقي السمع وهو شهيد . فإذا تميّز في هذه المشاهدة غاب ثمّة المشهود في الشاهد .

    عرف حينئذ خلاف علماء الكشف الإيماني في هذا الباب لماذا يرجع .

    فإن طائفة من أهل الكشف الإيماني ألحقت هذا الباب بمقام العظمة ،

    وقالت : إنه جزء منها ووصف لها ، ولا بد .

    وطائفة قالت : إنه ليس من مقام العظمة ، ولكنه مفتاح لكل مقام إلهي ، إلّا لمقام القهر والغلبة ، فإنه يناقض معناه .

    فلعدم المناسبة لم يصح أن يكون له مفتاحا أصلا . غير أن في هذا الباب ثلاثة أشخاص لم تدركهم المشاهدة لأنهم في حال فناء محقق .

    ومعنى قولي : الفناء المحقق تحرز من الفناء غير المحقق . والفرق بينهما : أن الفناء المحقق : كما يفنى صاحبه عن شهود نفسه .

    كذلك يفنى عنه الغير ، لتحققه بحالة الفناء ؛ فلا تظهر له صورة أصلا مشهودة ، لغلبة الحق عليه ظاهرا وباطنا ، فلا يرى كما أن الحق لا يرى .

    والفناء الذي هو غير المحقق :

    يفنى عن نفسه ، وصورته ظاهرة لغير جليسه فقد استحكمت المشاهدة على باطنه خاصة .

    ومقام الفناء المحقق : يكون في الدار الآخرة مطلقا لكل مشاهد ، لأن المشاهدة هناك تعم ذات المشاهد . وهنا ليس كذلك في حق كل شخص .

    فهؤلاء الثلاثة أشخاص المغيّبون على هذه الحالة . فإن أردت أن تعرف أماكنهم ، فانظر الواحد منهم بين الحي الأول والنائم الأول تثبّت هناك عسى تشملك بركة غيبته . وما له سوى منزل واحد .

    وأمّا الثاني فمكانه من الحي الثالث والرابع ، فتثبّت هناك أيضا طالبا بركته ، وما له سوى منزل واحد .

    وأمّا الثّالث : فمكانه بين الحي الرابع والميت الثالث فتثبت هناك قليلا . وله ست منازل . وهو أخفى من صاحبيه . فإنه ما ثم ما يدل عليه ألبتّة . لأنه هو الدليل على نفسه .

    فجماعهم ثلاثة وعشرون شخصا لا غير فإذا أحكم الإنسان مسائل هذا الباب وتحققها وقبلها علما .

    أحاط علما بأمور تكاد لا تتناهى ، فأحرى بالموجودات .

    وقد أشبعنا القول في هذا الباب في كثير من كتبنا على ضروب مختلفة .

    وهذا الكتاب من الفتوحات فهو جار على ما أعطاه الفتح الإلهي المكي . وإن قيدناه في غيره فالتنزل لها وبقوتها .

    واعلم :

    أن هؤلاء الأشخاص وإن كانوا ثلاثة وعشرين فليسوا من جنس واحد بل من عشرة أجناس .

    ومعنى أجناس حضرات إلهية . صدر كل جنس عن حضرة مخصوصة بإذن اللّه .

    فمنهم من ظهر من جنسه شخص واحد فصاعدا ، فمنها حضرة البهاء ، والرفعة ، والشرف ، والإنيّة ، واللطف ، والهوية ، والحياة ، والنور ، والرحمة ، واليمن .

    فالحي الأول : من حضرة البهاء .

    والنائم الأول : من حضرة الرفعة .

    والحي الثاني والسادس والعاشر من حضرة الشرف .

    والميت الأول والثالث والخامس والسادس والفانين المحققين من حضرة الإنيّة .

    والميت الثاني والحي الثالث والميت الرابع والسابع من حضرة اللطف .

    والحي الرابع : من حضرة الهوية .

    والحي الخامس والثامن : من حضرة الرحمة .

    والنائم الثاني والحي التاسع من حضرة الحياة .

    والحي السابع : من حضرة النور .

    والميت الثامن : من حضرة اليمن .

    والفاني الثالث : من حضرة أخرى خلاف هذه العشرة وهي حضرة الوقاية ولها اسم الواقي مهيمن عليها .

    فإذا أردت أن تعرف كم مسألة إلهية في هذا الباب فانظر ما يجتمع لك من المنازل التي فيه .

    فهي عيون المسائل مع أعداد الأشخاص ضعفين من أجل نعوتهم بالحياة والموت والنوم والفناء .باب من الحضرة عينها أوله ألف ، وآخره نون وهو الباب الثاني من سبعة أبواب من هذا الكتاب

    ولمّا كان هذا الكتاب يتضمن مقامات السبعة الأبدال لهذا بيّنّاه على سبعة أبواب . وهؤلاء الأبدال وإن كانوا سبعة فمنهم أربعة هم أوتاد الأرض .

    وهؤلاء الأوتاد وإن كانوا أربعة . فمنهم القطب والإمامان .



    وقد تكلمنا في حقيقة القطب والإمامين في كتاب « منزل القطب والإمامين » من « الفتوحات المكية » ، ونبهنا على طرف منه في كتاب " مواقع النجوم " .

    فالقطب : يحفظ المركز .

    والإمام الأيمن : يحفظ عالم الأرواح .

    والإمام الأيسر : يحفظ عالم الأجسام .

    والأوتاد الأربعة : يحفظون الشرق والغرب والجنوب والشمال .

    والأبدال السبعة : يحفظون أقاليم الكرة علوا وسفلا فهم سبعة بالشخص ، وأربعة عشر بالحكم .

    فأول هذا الباب ألف المدح ، وآخره نون الكون ويتصرف الثناء بين المكوّن والمكوّن فيثني المكوّن على المكوّن فثناؤه على نفسه . ويثني المكوّن على المكوّن حقيقة ويجني ثمرة ثنائه بما يليق بحقيقته .قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ[ الإسراء : 84 ] .

    فثناء المكوّن قول القائل :فإذا مدحت فإنّما أثني على نفسي * فنفسي عين ذات ثناءوثناء المكوّن قول الآخر :إذا نحن أثنينا عليك بصالح * فأنت الّذي تثني فوق الّذي نثني لكن الثناء على الألوهية بالربوبية من أعجب ما سمعته الآذان وسطرته الأقلام .

    ولكن لما قامت الألوهية هنا مقام الذات ، ونابت منابها ؛ لأنها الوصف الأخص والنعت الأعلى ، والاسم الأسنى لذلك أثنى عليها بالربوبية وغيرها من أسماء الثناء كالملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، إلى غير ذلك .

    هذا وإن كان الثناء من المكوّن بأي اسم كان . فإن كل كون يكون حظه من الثناء بذلك الاسم على قدره في علمه بمنشئه من وجه حقه لا من وجه سببه ، وقدره في علمه راجع إلى قدر قبوله ، وقبوله على قدر استعداده .

    واستعداده الأكمل على قدر نشأته ، مفردا كان أو مركبا ، ذا جسم أو غير جسم

    والعالم كله أعلام منصوبة للدلالة عليه سبحانه من حيث ما هو ناصب لها ومن حيث ما أودع فيها ، لا من حيث ما هو عليه تعالى ، ومن حيث ما يعرف نفسه .

    لأنه يتقدس ويتعالى عن تعلّق الأفكار به ، وتحصيلها له عند منتهى سفرها وإلقائها عصا تسيارها ، فإنها ما انتهت في سفرها ،

    وما ألقت عصاها بعدما وفّت حقيقتها في المطلب ، إلّا في بحر العجز والحيرة ، وخلف حجاب العزّة والغيرة ، ولكن نعم ما سافرت هذه الأفكار ، ونعم ما حصلت في طريقها من الأسرار ،

    لكن ما أوتي عليها إلّا من مفارقة ذاتها وجولانها في غير ميدانها ، والمطلوب إليها أقرب من حبل الوريد .

    وقد قال القائل :

    قد يرحل المرء لمطلوبه ... والسّبب المطلوب في الرّاحل

    فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ[ السجدة : 17 ]

    هو قرة الأعين ، وشفاء لما في الصدور ، من علل طلبه والبحث فيما لا مبحث فيه . فلو سكنت لرأته منها مخبرا عنها ، وله ما سكن لا لغيره . ولغيره ما لم يكن لا له . فهو أغنى الشركاء عن الشرك .

    من قال هذا للّه ولوجوهكم فهو لوجوهكم ليس للّه منه شيء .

    لا تقبل الحضرة الإلهية حكما دنّسه الكون بظهوره فيه شركا .

    يا ناظرا لحكمة من خارج .... إنسانك الحكمة يا ناظر

    يقول العبد :

    الكبرياء للّه ، والعظمة للّه ، أو الحمد للّه .

    فيأخذها الحق منه ، أخذ عزيز مقتدر ، من عبد لاه غير مفتكر .

    عندما يصل النطق إلى لام الخفض من الحمد للّه . يأخذه الحق مقدسا قبل أن يدنسه الكون وتبقى « لاه » صفة محققة للعبد حيث أراد أن يحمده .

    وهو غير قادر على ذلك .

    فجهل نفسه فكيف يعرف غيره وهذا باب عظيم أسراره كثيرة لولا التطويل لعرفناك بعددها وأشخاصها ونعوتهم وحضراتهم مثل الأول



    ولكن مداره من جهة جناب الحق على ثلاثة أقطاب :

    * قطب يتضمن أربعين ركنا من أركان المجد .

    * وقطب يتضمن ثمانية أركان من أركان الحياة الأزلية .

    * وقطب يتضمن أربعة أركان من أركان الديمومة ، فتفيض أركان المجد من سبحاتها على سبحات الديمومة ، فتنتشر على صفاء بحر الألوهية ؛ فيضرب لها شعاع في حقائق الربوبية ؛ فيضيء منها العالم .

    فهو النور الذي فيه يسعون ، كما تفيض أيضا أركان المجد من سبحاتها على سبحات الحياة ، فينتشر على صفاء بحر المعرفة الإنيّة.

    فيضرب لها شعاع في أكناف الرحمة الإيمانية ، فيكون عنها الوجود المحفوظ .

    فهذا روح هذا الباب ومعناه ، لخّصناه لأصحابنا ؛ أهل الكشف والوجود والجمع ؛ ليتحققوا به إذا وقفوا عليه . وباللّه التوفيق .

    باب من الحضرة نفسها وهو باب أوله ألف وآخره ميم وهو الباب الثالث من سبعة

    هذا ألف الثناء وميم الوصف ، وبينهما بحور زواخر كيانية تموجها رياح إلهية ، زعازع لا تبقي هذه الرياح على ظهر هذه فلكا يجري إلا تكسّر ألواحه ، وتغرق أهله ، ثم ترمي بالكل إلى السيف ، فينشأون خلقا آخر فتبارك اللّه أحسن الخالقين .

    لكن مدار هذا الباب ، وإن كان عسير المدرك ، سامي التجلي على أربعة أقطاب :

    قطب : يتضمن مائتا ركن من أركان الرحمانية .

    وقطب : يتضمن أربعمائة ركن متصلة من أركان التوبة . وخمسة أركان من أركان الهوية .

    وقطب : يتضمن ثمانية أركان من أركان الجناب الرحموتي .

    وقطب : يتضمن أربعين ركنا من أركان الملك والشرف .

    فتفيض أركان الجناب الرحموتي من سبحاتها على صفاء نهر الرحمانية ، فيضرب له شعاع في زوايا الكون فيعرفون من ذلك النور .

    العارفون المفتوحة أبصارهم بنور الكشف مآل الكون وعاقبته ، وإلى أين يرجع بعد انقضاء مدته ؟

    وفي الباب الذي قبله يعرف من أين صدر ؟

    وتفيض أركان الملك والشرف من سبحاتها على أركان صفاء نهر الهوية . فيضرب لها شعاع في زوايا البرزخ فيضيء على أهله ويشرف فيعرفون بذلك النور . من كشف غطاؤه عنه مراتب الخلق ونتائج أعمالهم وكشوفات أبصارهم ومطالعات أسرارهم ، فطوبى لمن أشرقت أرضه بهذه الأنوار ، وجمع بين الدارين في هذه الدار ، فاستراح من ذلة الوقفة ولحق بأهل الاستثناء عند نفخة الصعقة ، ثم طوبى له وحسن مآب .

    فهذا أخصر ما يمكنني من إيضاح ما يتضمنه هذا الباب ، ومسائله أكثر من نصف مسائل الباب الأول من هذا الكتاب .

    وطلب الاختصار منعنا من ذكر أعداد المسائل في كل باب لكن أكثرها مسائل الباب السابع الآتي آخر الكتاب

    باب من الحضرة نفسها وهو باب أوله ميم ، وآخره نون وهو الباب الرابع من سبعة

    ميم الثناء ، ونون نتائج الأعمال . وبينهما أفلاك تدور ومياه تغور وتدور على العالم بأسره .

    هذه الأفلاك ثمانية عشر ألف ألف دورة . تعطي للسعداء في هذه الدورات نورا شعشعانيا لا ظلمة بعده ، وتعطي للأشقياء ظلمة ظلمانية لا نور بعدها .

    وتعطي للعصاة من أهل التوحيد سدفة بعد انقضائها .

    أعني الدورات يعقبها نور لا ظلمة بعده .

    وتعطي للمنافقين المتظاهرين بأكمل الطاعات سدفة يعقبها ظلمة مركزية سفلية لا نور بعدها ولا علو .

    وفي هذا الباب ، وعند وجود هذه الحركات تتمايل أغصان سدرة المنتهى ، تحمل خزائن الأعمال مملوءة نورا ،

    وترتفع أغصان شجرة الزقوم ؛ تحمل خفراء من الأعمال مملوءة ظلمة ،

    فتتفتح خزائن السدرة ، فتنتشر الأنوار بين يدي عمّالها ، فترى نورهم يسعى بين أيديهم ،

    وتنفتح خزائن الشجرة الملعونة فتنتشر ظلماتها بين يدي عمالها ، حتى أن أحدهم إذا أخرج يده لم يكد يراها ،

    ويضرب بالخزائن بعضها في بعض ؛ فترمي بخزائن أخر ليس فيها شيء ، وترمي بخزائن أخر فيها نور وظلمة على السواء ،

    وترمي بخزائن أخر نورها يغلب على ظلمتها ، وترمي بخزائن أخر ظلمتها تغلب على نورها . فتبدو المراتب على حسب ما ذكرنا .

    فإذا انقضى الأمر بعد تعاقب هذه الأدوار ، وتكرير النهار على النهار . يتعلق العالم بأغصان الشجرتين فترتفع هذه بأصحابها إلى الجوار ، وتنزل هذه بأصحابها إلى الدرك الأسفل من النار .

    ومدار هذا الباب وإن عظمت خطوبه وكثرت أسراره ،

    وفاتت الإحصاء على ثلاثة أقطاب :

    قطب : يتضمن سبعة أركان من أركان العزّة .

    وقطب : يتضمن ثلاثة أركان من أركان الجمال المطلق .

    وقطب : يتضمن ركنا واحدا من أركان الحقيقة .

    وينقسم هذا الركن إلى شعبتين :

    شعبة : تعم جميع أركان المقامات كلها .

    وشعبة : تخص مقام الإنيّة من حيث التحقق بها لا من حيث السريان .

    فتفيض أركان العزّة من سبحاتها على صفاء مرآة ذلك الجمال المطلق .
    فيضرب لها شعاع على عالم الرحمة الاختصاصية فيتزاورون بها في جنات المعارف والأسرار ويتسامرون له .

    وبهذا النور تقع المشاهدة هنا لأصحابها والرؤية هناك لأهلها ، كما تفيض أيضا أركان العزّة من سبحاتها على صفاء نهر الحقيقة ، فيضرب لها شعاع في زوايا مقامات العبودية فيرون بها من يلجأون إليه فيخاطبونه تأنيسا لتوقع الحاجة .

    كما ورد : " تعرّف إليّ في الرخاء أعرفك في الشّدّة " أورده العجلوني ولفظه : « تعرّف إلى اللّه في الرّخاء يعرفك في الشدّة ".
    غير أن هذه الأنوار إذا انتشرت على صفاء نهر الحقيقة ، اكتسبت من ذلك النهر صفاء ، يندرج صفاء سبحاتها فيه اندراج نور الكواكب في نور الشمس ، فتسري الأنوار المتولدة منهما ، من حيث الشّعبة العامة في جميع المعلومات على ضروبها من النفي والإثبات .
    وبذلك النور يدرك العلماء معلوماتهم على مراتبها ومن حيث الشعب الخاصة لمقام الإنيّة تسري في الصدور خاصة فتنشرح بها .
    وذلك هو النور الإسلامي المعوّل عليه :

    أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ[ الزمر : 22 ] . وقوله :نُورٌ عَلى نُورٍ[ النور : 35 ] .

    فهذا نور الشرح والفتح لتحصيل المعارف والعلوم بذلك النور الآخر المتقدم ذكره . فافهم .

    وباللّه التوفيق .

      الوقت/التاريخ الآن هو 11/11/2024, 14:35