في محط العناية
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
314ـ في محط العناية
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدِ رَحِمَ اللهُ تعالى هَذِهِ الأُمَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَجَعَلَ شَرِيعَتَهُ نَاسِخَةً لِجَمِيعِ الـشَّرَائِعِ التي كَانَتْ قَبْلَهَا، وَلَنْ يَقْبَلُ اللهُ تعالى مِنْ أَحَدٍ دِينَاً غَيْرَ الذي جَاءَ بِهِ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينَاً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ تعالى عَلَى نِعْمَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْمَدَ اللهَ تعالى عَلَى ذَلِكَ، وَنَشْكُرَهُ أَنَّهُ تَفَضَّلَ عَلَيْنَا وَمَنَّ عَلَيْنَا بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَارَهُ مِنْ سَائِرِ خَلْقِهِ، وَهُوَ الفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾. وَقَالَ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾.
في مَحَطِّ العِنَايَةِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مَحَطِّ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَمَجْلَى الهِدَايَةِ للبَشَرِيَّةِ، اصْطَفَاهُ اللهُ تعالى وَعَلَّمَهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ، وَأَرْسَلَهُ اللهُ تعالى بِالحِكْمَةِ، وَنَادَاهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِيُنَادِيَنَا، وَبَلَّغَهُ تعالى لِيُبَلِّغَنَا، وَخَتَمَ بِرِسَالَتِهِ الرِّسَالَاتِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةً تَامَّةً وَقُدْوَةً كَامِلَةً ﴿لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرَاً﴾.
وَتَوَلَّاهُ اللهُ تعالى وَحَمَاهُ حِمَايَةً لَيْسَتْ خَافِيَةً عَلَى ذِي عَيْنَيْنِ، وَلَقَدْ صَمَّمَ أَلَدُّ أَعْدَائِهِ عَلَى النَّيْلِ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ ذَاكَ العَدُوُّ مَذْعُورَاً خَائِفَاً.
روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ (وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ السُّجُودِ؛ فَهُوَ يَسْأَلُ هَلْ يَسْجُدُ مُحَمَّدٌ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؛ بِمَعْنَى هَلْ يَقُومُ بِشَعَائِرِ دِينِهِ أَمَامَكُمْ؟).
قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ.
فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالعُزَّى، لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ.
قَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ.
قَالَ: فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ.
قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟
فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقَاً مِنْ نَارٍ وَهَوْلَاً وَأَجْنِحَةً.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ عُضْوَاً عُضْوَاً».
قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿كَلَّا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدَاً إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ ـ يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ ـ ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَمِنْ مَظَاهِرِ الحِمَايَةِ الإِلَهِيَّةِ، وَالعِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، مَا رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَـصْرِفُ اللهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ، يَشْتِمُونَ مُذَمَّمَاً، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمَاً؛ وَأَنَا مُحَمَّدٌ». كَانُوا يَقُولُونَ مُذَمَّمَاً، صَرَفَهُمُ اللهُ تعالى عَنْ أَنْ يَنْطِقُوا بِاسْمِهِ الشَّرِيفِ، وَعَنْ إِيقَاعِ الشَّتْمِ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْ مَظَاهِرِ الحِمَايَةِ الإِلَهِيَّةِ، وَالعِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، مَا رواه ابْنُ إسْحَاقَ في سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ، أَنَّ أُمَّ جَمِيلٍ، حَمَّالَةَ الحَطَبِ، حِينَ سَمِعَتْ مَا نَزَلَ فِيهَا، وَفِي زَوْجِهَا مِنَ القُرْآنِ، أَتَتْ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ عِنْدَ الكَعْبَةِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ (الفِهْرُ: حَجَرٌ يَمْلَأُ الكَفَّ) فَلَمَّا وَقَفَتْ عَلَيْهِمَا أَخَذَ اللهُ ببصرِها عَنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَرَى إلَّا أَبَا بَكْرٍ.
فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَيْنَ صاحبُك؟ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَهْجُونِي، وَاللهِ لَوْ وجدتُه لَضَرَبْتُ بِهَذَا الفِهْرِ فَاهُ، أَمَا وَاللهِ إنِّي لَشَاعِرَةٌ، ثُمَّ قَالَتْ: مُذَمَّمَاً عَصَيْنَا، وَأَمْرَهُ أَبَيْنَا، وَدِينَهُ قَلَيْنَا.
ثُمَّ انْصَرَفَتْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا تَرَاهَا رَأَتْكَ؟
فَقَالَ: «مَا رَأَتْنِي، لَقَدْ أَخَذَ اللهُ ببصرِها عَنِّي».
وَمِنْ مَظَاهِرِ الحِمَايَةِ الإِلَهِيَّةِ، وَالعِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، مَا رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنَ اليَهُودِ».
فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ».
فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ.
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَبُوكُمْ».
قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ».
فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ.
فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ».
فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا.
قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ».
فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرَاً، ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا.
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اخْسَؤُوا فِيهَا، وَاللهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدَاً».
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ».
قَالُوا: نَعَمْ.
فَقَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمَّاً؟».
فَقَالُوا: نَعَمْ.
فَقَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟».
فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابَاً نَسْتَرِيحُ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يَضُرَّكَ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَتْ حِمَايَةُ اللهِ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَاضِحَةً جَلِيَّةً، وَعِنَايَتُهُ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا تَخْفَى عَلَى ذِي عَيْنَيْنِ، وَكَيْفَ لَا يَكُونُ هَذَا وَاللهُ تعالى القَائِلُ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾. وَالقَائِلُ: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾. فَإِذَا كَانَ هَذَا في المُؤْمِنِينَ عَامَّةً، فَكَيْفَ بِسَيِّدِ المُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ؟ وَهُوَ الذي قَالَ في حَقِّهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.
وَفي هَذَا تَطْمِينٌ لِأَتْبَاعِهِ الذينَ يَسِيرُونَ عَلَى هَدْيِهِ بِأَنَّ لَهُمْ نَصِيبَاً وَحَظَّاً وَافِرَاً مِمَّا أَكْرَمَ اللهُ تعالى بِهِ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا يَخْفَى عَلَى ذِي بَصِيرَةٍ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا للسَّيْرِ عَلَى هَدْيِ حَبِيبِنَا سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
314ـ في محط العناية
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدِ رَحِمَ اللهُ تعالى هَذِهِ الأُمَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَجَعَلَ شَرِيعَتَهُ نَاسِخَةً لِجَمِيعِ الـشَّرَائِعِ التي كَانَتْ قَبْلَهَا، وَلَنْ يَقْبَلُ اللهُ تعالى مِنْ أَحَدٍ دِينَاً غَيْرَ الذي جَاءَ بِهِ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينَاً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ تعالى عَلَى نِعْمَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْمَدَ اللهَ تعالى عَلَى ذَلِكَ، وَنَشْكُرَهُ أَنَّهُ تَفَضَّلَ عَلَيْنَا وَمَنَّ عَلَيْنَا بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَارَهُ مِنْ سَائِرِ خَلْقِهِ، وَهُوَ الفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾. وَقَالَ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾.
في مَحَطِّ العِنَايَةِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مَحَطِّ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَمَجْلَى الهِدَايَةِ للبَشَرِيَّةِ، اصْطَفَاهُ اللهُ تعالى وَعَلَّمَهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ، وَأَرْسَلَهُ اللهُ تعالى بِالحِكْمَةِ، وَنَادَاهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِيُنَادِيَنَا، وَبَلَّغَهُ تعالى لِيُبَلِّغَنَا، وَخَتَمَ بِرِسَالَتِهِ الرِّسَالَاتِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةً تَامَّةً وَقُدْوَةً كَامِلَةً ﴿لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرَاً﴾.
وَتَوَلَّاهُ اللهُ تعالى وَحَمَاهُ حِمَايَةً لَيْسَتْ خَافِيَةً عَلَى ذِي عَيْنَيْنِ، وَلَقَدْ صَمَّمَ أَلَدُّ أَعْدَائِهِ عَلَى النَّيْلِ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ ذَاكَ العَدُوُّ مَذْعُورَاً خَائِفَاً.
روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ (وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ السُّجُودِ؛ فَهُوَ يَسْأَلُ هَلْ يَسْجُدُ مُحَمَّدٌ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؛ بِمَعْنَى هَلْ يَقُومُ بِشَعَائِرِ دِينِهِ أَمَامَكُمْ؟).
قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ.
فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالعُزَّى، لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ.
قَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ.
قَالَ: فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ.
قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟
فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقَاً مِنْ نَارٍ وَهَوْلَاً وَأَجْنِحَةً.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ عُضْوَاً عُضْوَاً».
قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿كَلَّا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدَاً إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ ـ يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ ـ ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَمِنْ مَظَاهِرِ الحِمَايَةِ الإِلَهِيَّةِ، وَالعِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، مَا رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَـصْرِفُ اللهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ، يَشْتِمُونَ مُذَمَّمَاً، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمَاً؛ وَأَنَا مُحَمَّدٌ». كَانُوا يَقُولُونَ مُذَمَّمَاً، صَرَفَهُمُ اللهُ تعالى عَنْ أَنْ يَنْطِقُوا بِاسْمِهِ الشَّرِيفِ، وَعَنْ إِيقَاعِ الشَّتْمِ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْ مَظَاهِرِ الحِمَايَةِ الإِلَهِيَّةِ، وَالعِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، مَا رواه ابْنُ إسْحَاقَ في سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ، أَنَّ أُمَّ جَمِيلٍ، حَمَّالَةَ الحَطَبِ، حِينَ سَمِعَتْ مَا نَزَلَ فِيهَا، وَفِي زَوْجِهَا مِنَ القُرْآنِ، أَتَتْ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ عِنْدَ الكَعْبَةِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ (الفِهْرُ: حَجَرٌ يَمْلَأُ الكَفَّ) فَلَمَّا وَقَفَتْ عَلَيْهِمَا أَخَذَ اللهُ ببصرِها عَنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَرَى إلَّا أَبَا بَكْرٍ.
فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَيْنَ صاحبُك؟ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَهْجُونِي، وَاللهِ لَوْ وجدتُه لَضَرَبْتُ بِهَذَا الفِهْرِ فَاهُ، أَمَا وَاللهِ إنِّي لَشَاعِرَةٌ، ثُمَّ قَالَتْ: مُذَمَّمَاً عَصَيْنَا، وَأَمْرَهُ أَبَيْنَا، وَدِينَهُ قَلَيْنَا.
ثُمَّ انْصَرَفَتْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا تَرَاهَا رَأَتْكَ؟
فَقَالَ: «مَا رَأَتْنِي، لَقَدْ أَخَذَ اللهُ ببصرِها عَنِّي».
وَمِنْ مَظَاهِرِ الحِمَايَةِ الإِلَهِيَّةِ، وَالعِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، مَا رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنَ اليَهُودِ».
فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ».
فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ.
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَبُوكُمْ».
قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ».
فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ.
فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ».
فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا.
قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ».
فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرَاً، ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا.
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اخْسَؤُوا فِيهَا، وَاللهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدَاً».
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ».
قَالُوا: نَعَمْ.
فَقَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمَّاً؟».
فَقَالُوا: نَعَمْ.
فَقَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟».
فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابَاً نَسْتَرِيحُ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يَضُرَّكَ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَتْ حِمَايَةُ اللهِ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَاضِحَةً جَلِيَّةً، وَعِنَايَتُهُ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا تَخْفَى عَلَى ذِي عَيْنَيْنِ، وَكَيْفَ لَا يَكُونُ هَذَا وَاللهُ تعالى القَائِلُ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾. وَالقَائِلُ: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾. فَإِذَا كَانَ هَذَا في المُؤْمِنِينَ عَامَّةً، فَكَيْفَ بِسَيِّدِ المُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ؟ وَهُوَ الذي قَالَ في حَقِّهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.
وَفي هَذَا تَطْمِينٌ لِأَتْبَاعِهِ الذينَ يَسِيرُونَ عَلَى هَدْيِهِ بِأَنَّ لَهُمْ نَصِيبَاً وَحَظَّاً وَافِرَاً مِمَّا أَكْرَمَ اللهُ تعالى بِهِ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا يَخْفَى عَلَى ذِي بَصِيرَةٍ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا للسَّيْرِ عَلَى هَدْيِ حَبِيبِنَا سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.
10/11/2024, 21:08 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الرابعة: قوانين الميراث تفضل الرجال على النساء ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:05 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثالثة: شهادة المرأة لا تساوي سوى نصف رجل ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:02 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثانية: المرأة لا تستطيع الطلاق ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:59 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الأولى: الإسلام يوجه الرجال لضرب زوجاتهم ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:54 من طرف Admin
» كتاب: المرأة في المنظور الإسلامي ـ إعداد لجنة من الباحثين
10/11/2024, 20:05 من طرف Admin
» كتاب: (درة العشاق) محمد صلى الله عليه وسلم ـ الشّاعر غازي الجَمـل
9/11/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: الحب في الله ـ محمد غازي الجمل
9/11/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الأول ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:59 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الثاني ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب : الفتن ـ نعيم بن حماد المروزي
7/11/2024, 09:30 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:12 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:10 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:06 من طرف Admin
» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
19/10/2024, 11:00 من طرف Admin